أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، اليوم الخميس، “بشدة كل أعمال العنف ضد المدنيين، وبضمنها الأعمال الإرهابية”، وقال إن “القصف الإسرائيلي والعمليات على الأرض في مخيم لاجئين (جنين) مزدحم كان أسوأ عنف في الضفة الغربية منذ سنين”.
ولفت غوتيريس خلال مؤتمر صحافي مقتضب عقده أمام مقر مجلس الأمن للحديث عن زيارته لهايتي تطرق فيه كذلك لاجتياح الاحتلال الإسرائيلي لجنين يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، إلى أن القصف الإسرائيلي “ألحق الضرر بالمستشفيات والمدارس. وتم تعطيل شبكات الكهرباء والمياه. وأعيق المحتاجون من الحصول على العناية والمعونة”.
وعلى مدار يومي الاثنين والثلاثاء عاش أكثر من خمسة عشر ألف فلسطيني يقطنون في مخيم جنين والأحياء المجاورة، شمالي الضفة الغربية، تحت القصف المتواصل من طائرات الاحتلال الإسرائيلي والتفجيرات التي نفذها أكثر من ألف جندي اجتاحوا المخيم لمحاولة القضاء على عناصر المقاومة ضمن الأذرع العسكرية التابعة لحركات الجهاد الإسلامي وحماس وفتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ما خلّف مشاهد لن تنسى.
ودعا غوتيريس إلى أن “يحصل كل المصابين على الرعاية الصحية ولا بد من أن يصل عمال الإغاثة إلى كل من يحتاجها”.
وطالب إسرائيل مجدداً “إلى الالتزام بما يمليه القانون الدولي، وبضمنه إبداء ضبط النفس واستعمال القوة المناسبة والتقليل من الضرر والأذى واحترام الحياة والحفاظ عليها.” مؤكداً أن “استخدام الضربات الجوية يتنافى مع إجراء عمليات حفظ الأمن”.
وفيما ذكر “إسرائيل، كقوة محتلة، بأن عليها مسؤولية حماية السكان المدنيين من كل أعمال العنف”، تحدث عن تفهمه لما اعتبره “مخاوف إسرائيل المشروعة بخصوص أمنها. لكن التصعيد ليس هو الجواب. إنه، ببساطة يفاقم التطرف ويعمّق حلقة العنف والدم”.
ثم تحدث عن ضرورة “إعادة الأمل للشعب الفلسطيني عبر عملية سياسية جديّْة تؤدي إلى حل الدولتين وإنهاء الاحتلال”.
ورداً على سؤال صحافي حول ما إذا كان يقصد إسرائيل عندما “أدان” في بداية تصريحاته “كل أعمال العنف ضد المدنيين”، قال “إنها تنطبق على كافة استخدامات القوة المفرطة، وواضح أنه في هذه الحالة كان هناك استخدام مفرط للقوة من قبل قوات الأمن الإسرائيلي”.
تقارير عربية
عدوان جنين… استعراض قوة جيش الاحتلال واختبار أسلحة جديدة
ورداً على سؤال آخر حول تصريحات السفير الفلسطيني للأمم المتحدة، رياض منصور، (الأربعاء) المتعلقة بضرورة تقديم الحماية للشعب الفلسطيني، وما إذا كان الفلسطينيون يحتاجون قوة دولية للحماية، قال غوتيريس “لا أعتقد أن التفكير بأن تكون لدينا قوة عسكرية ترسل لإسرائيل هو أمر واقعي. لا أعتقد أن الحكومة الإسرائيلية ستوافق على احتمال من هذا القبيل. ولكن علينا أن نجد الآليات التي تسمح بحماية المدنيين في هذه الظروف المأساوية”.
