صحيفة أيرلندية: الصراع في البحر الأحمر اختبار حقيقي لدبلوماسية الاتحاد الأوروبي

16 يناير 2024آخر تحديث :
صحيفة أيرلندية: الصراع في البحر الأحمر اختبار حقيقي لدبلوماسية الاتحاد الأوروبي

قالت صحيفة آيريش تايمز الأيرلندية، اليوم الثلاثاء، إن الصراع في البحر الأحمر اختبار حقيقي لدبلوماسية الاتحاد الأوروبي.

وأضافت أن الانقسامات حول الرد على هجمات الحوثيين على الشحن البحري بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تعكس تلك الموجودة في غزة.

ويمر 12% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر وقناة السويس، بما في ذلك ما يقدر بنحو 40% من التجارة بين أوروبا وآسيا.

وبحسب الصحيفة: تؤكد هذه الأرقام القلق الدولي المتزايد من أن الهجمات على السفن التي تحمل هذه البضائع من قبل الجماعة المسلحة في اليمن التي تعلن تضامنها مع الفلسطينيين في غزة ضد الهجوم الإسرائيلي، سوف تتصاعد نحو حرب إقليمية أكثر عمومية وتعطيل الاقتصاد العالمي.

وتشير الضربات الجوية الانتقامية التي شنتها القوات الأمريكية والبريطانية على قواعد الصواريخ والطائرات بدون طيار إلى نفس الاتجاه، بسبب الدعم الإيراني للحوثيين.

وترى الصحيفة أنه على الرغم من الرغبة الواضحة لدى اللاعبين الإقليميين وهذه القوى الكبرى في تجنب نشر الحرب في غزة، إلا أن المنطق المتنافس يمكن أن يؤدي إلى تصعيد غير مقصود وغير متوقع للصراع. ويمكن رؤية ذلك على الحدود الإسرائيلية اللبنانية مع حزب الله، مع الاغتيالات الإسرائيلية لقادة جماعات المقاومة، وخاصة مع تصميم الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب في غزة.

وقالت الصحيفة إن حصيلة القتلى الكارثية التي تجاوزت 24 ألف فلسطيني حتى الآن والحاجة الملحة للإغاثة الإنسانية هي التي حددت سياق هجمات الحوثيين على الشحن الدولي.

وقد تمت إدانة هذه الهجمات عن حق في قرار أصدره مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في الأسبوع الماضي. لكن جميع الأطراف المعنية تواجه الآن الاختيار بين التصعيد العسكري، الذي قد يجر إيران، أو تعزيز الضغط على إسرائيل للدعوة إلى وقف إطلاق النار الذي من شأنه أن يخفف التوترات الإقليمية ويمهد الطريق لمفاوضات سياسية محتملة.

وعلى الرغم من أن مثل هذا السيناريو يتعارض مع عداء نتنياهو الذي عبر عنه مراراً وتكراراً لمثل هذه النتيجة، وللبحث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل متجاوزاً القضية الفلسطينية قبل الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، فإنه سرعان ما أصبح الحل الأساسي. شرط اتخاذ القرار الإقليمي والدولي بشأن الأزمة.

وأكدت الصحيفة أن تعزيز الضغوط الدولية على إسرائيل لحملها على وقف إطلاق النار في غزة هو الخيار الأفضل في هذه اللحظة الخطيرة، بدلاً من تصعيد الهجمات على أهداف الحوثيين.

وأضافت: لابد أن يغذي هذا الاختيار عملية صنع القرار السياسي في الاتحاد الأوروبي، وتعكس الانقسامات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي حول الرد على هجمات البحر الأحمر الانقسامات المتعلقة بغزة، حيث أصبح الهولنديون والألمان أكثر دعماً لموقف الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بينما كانت إسبانيا وإيطاليا وفرنسا أكثر تحفظاً.

وقالت الصحيفة: يمكن أن تجمعهما مخاطر التصعيد من خلال الجمع بين الحاجة إلى حماية حرية الملاحة والحاجة الملحة إلى إنهاء القتال في غزة وتخفيف المعاناة وفتح المفاوضات السياسية حول خطة السلام وإعادة الإعمار.

ويشكل التوجه على هذا المنوال اختباراً حقيقياً للاتحاد الأوروبي وهو يفكر في البديل المتمثل في التصعيد العسكري الخطير في الشرق الأوسط.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة