عمليات القتل الممنهج للمهاجرين الأفارقة على أيدي مسؤولي الأمن السعودي بالحدود اليمنية

6 يوليو 2023آخر تحديث :
عمليات القتل الممنهج للمهاجرين الأفارقة على أيدي مسؤولي الأمن السعودي بالحدود اليمنية

يجري استهداف العمال المهاجرين الإثيوبيين بشكل منهجي وقتلهم يوميا من قِبل مسؤولي الأمن السعودي؛ في محاولة منهم لردع الناس عن عبور الحدود السعودية – اليمنية.

جرى استهداف الإثيوبيين بالقناصة وقذائف الهاون، وفقا لتقرير جديد نشره (اليوم) مركز الهجرة المختلطة، وهو شبكة دولية تجري أبحاثا وتحليلات حول الهجرة.

يقول برام فروس، مدير مركز الهجرة المختلطة، إن الوضع مستمر وحرج.

حيث قال لموقع ميدل إيست آي: “الاعتداء الجنسي، بما في ذلك الاغتصاب، منتشر على نطاق واسع”.

هناك حالات عنف جسدي وتعذيب واحتجاز تعسفي، وكلها تذكر عن تعرضها لإطلاق النار، حيث تقول إن “ثمة أناسا يموتون من حولهم على الحدود الشمالية بين المملكة العربية السعودية واليمن”.

أصبحت الحدود السعودية – اليمنية خطيرة بشكل خاص في السنوات الأخيرة، حيث تم تسجيل حوالي 430 حالة وفاة و650 إصابة بين 1 يناير و30 أبريل 2022.

وقعت عمليات قتل الإثيوبيين والهجمات عليهم على الطريق بين الجوف وصعدة في اليمن، وهي منطقة يسيطر عليها الحوثيون، كما وقعت هجمات في محافظة جيزان في المملكة العربية السعودية.

وقال أحد الناجين لمركز الهجرة المختلطة، الشهر الماضي، إنهم منزعجون من “الرائحة النتنة” للجثث. وقال آخر: “عندما تقع عليك الكاميرا الأمنية، يطلق حرس الحدود متفجرات ثقيلة”.

وقد سبق أن سلَّطت الأمم المتحدة الضوء على هذه المسألة. ففي أكتوبر 2022، سلط العديد من المقررين الخاصين الضوء على عمليات القتل في رسالة وصفوا فيها الانتهاكات بالجسيمة لحقوق الإنسان ضد المهاجرين.

وتشير البيانات، التي جمعتها الأمم المتحدة، إلى أن 30 في المئة من الضحايا هم من النساء، وأن 7 في المئة هم من الأطفال.

وذكرت الرسالة أيضا أن بعض الانتهاكات شملت التعذيب والاحتجاز التعسفي والاتجار والاعتداء الجنسي.

– نقطة العبور

أصبحت الحدود السعودية – اليمنية نقطة عبور رئيسية للناس بين القرن الأفريقي والمملكة العربية السعودية.

يعتمد العديد من اللاجئين والمهاجرين على شبكات من المتاجرين بالبشر لمساعدتهم على السفر على طول الطريق، مما يجعلهم عرضة للعنف.

المهاجرون، الذين يحاولون عبور الحدود، هم في المقام الأول من إثيوبيا.

وظلت المساعدات الإنسانية محدودة في المنطقة، حيث لم يتمكن العاملون الطبيون من الوصول إلى المصابين.

كما يصارع المصابون للحصول على العلاج، حيث يقع مستشفى واحد فقط في منطقة نائية، يصعب الوصول إليه.

كما أن النساء والفتيات الصغيرات معرضات للخطر بشكل خاص عند المعبر، مع ارتفاع خطر تعرضهن للعنف الجنسي.

ووفقا لـ فروس، مدير مركز الهجرة المختلطة، فإن غالبية الضحايا هم من الرجال، على الرغم من وجود عدد متزايد من الضحايا الإناث.

زارت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، ومقرها اليمن، منطقة صعدة وسوق الرقو في شمال اليمن في الفترة ما بين 14 و18 مايو 2022.

وتحدث الفريق إلى أشخاص نُقلوا إلى مركز احتجاز، ووجدوا مع الأطباء أنهم تعرضوا “لعنف خارجي شديد للغاية، باستخدام أداة صلبة أو عنف”.

وذكر فريق مقرري الأمم المتحدة أن الناس يجبرون على تمويل رحلتهم إلى الحدود السعودية من خلال العمل القسري، والاتجار بالمخدرات، وأحيانا الاستغلال الجنسي.

إن الظروف على طول الطرق مزرية، مع محدودية الوصول إلى المياه، والنساء معرضات بشكل خاص لخطر العنف وسوء المعاملة.

– لم يتم فتح تحقيقات

ووفقا لمركز الهجرة المختلطة، لم يتم فتح تحقيقات فعالة في عمليات القتل، أو الانتهاكات حتى الآن.

يقول فروس، وهو مدير المركز: “إن إجراء تحقيق رسمي ومستقل هو بالضبط ما نحتاجه”.

ويضيف بالقول: “هذه تقارير مقلقة وخطيرة للغاية… هناك حاجة إلى تحقيق للوصول إلى حقيقة هذا الأمر ومحاسبة الجناة. نحن مدينون بذلك للضحايا”.

وقد ردت المملكة العربية السعودية على هذه الادعاءات من خلال بعثتها الدائمة في جنيف، بدحضها، والقول بأنها لم تجد أي دليل يدل على انتهاكات صارخة للحق في الحياة.

يعتقد مركز الهجرة المختلطة أن العدد الفعلي للقتلى والجرحى قد يكون أعلى مما تم الإبلاغ عنه، بناء على الشهادات والبحوث المستقلة التي أجريت مع العمال المهاجرين الإثيوبيين.

وسبق أن دعت هيومن رايتس ووتش إلى إجراء تحقيقات أكثر في عمليات القتل والانتهاكات، وذكرت أن معظم الأشخاص الذين يمرون عبر اليمن من الخارج يشملون لاجئين وطالبي لجوء، وهم من أكثر الأشخاص تضررا من النزاع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة