من الأراضي الفلسطينية.. بايدن يُنهي محطته الثانية في جولته الشرق أوسطية

16 يوليو 2022آخر تحديث :
من الأراضي الفلسطينية.. بايدن يُنهي محطته الثانية في جولته الشرق أوسطية

غادر الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة، إسرائيل، في طريقه إلى المملكة العربية السعودية، وهي محطته الثالثة والأخيرة، في جولته الشرق أوسطية، التي شملت إسرائيل وفلسطين.

وهذه هي الزيارة الشرق الأوسطية الأولى لبايدن كرئيس، وتستمر حتى السابع عشر من يوليو/تموز الجاري.

وخلال محطته الأولى التي شملت إسرائيل، قدّم بايدن دعما واسعا، سياسيا وماديا للدولة العبرية.

أما في محطته الثانية، التي شملت أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية، فقد أعلن بايدن عن تقديم حزمة مساعدات مالية، وعقَد لقاءً مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وجدد دعمه لخيار حل الدولتين.

وفيما يلي تسلسل زمني لزيارة بايدن لإسرائيل وفلسطين:

**الوصول لمطار بن غوريون:

في مساء يوم الأربعاء 13 مايو/أيار هبطت طائرة بايدن في مطار “بن غوريون” الدولي، قرب تل أبيب، وكان في استقباله الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء يائير لابيد.

وجدد بايدن في كلمة ألقاها في حفل استقباله في المطار، دعمه لإسرائيل حيث قال: “لست بحاجة لأن تكون يهوديا، حتى تكون صهيونيا”.

وفي موضوع “التطبيع” مع الدول العربية، قال بايدن: “سنواصل دعم اندماج إسرائيل في المنطقة وتوسيع المبادرات من أجل سلام أكبر واستقرار أكبر وصلات أكبر”.

كما جدد دعمه لخيار حل الدولتين (إسرائيلية وفلسطينية).

**منظومات الدفاع الصاروخي

وفي المطار، استمع الرئيس الأمريكي إلى إيجاز من وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس عن المنظومات الدفاعية الإسرائيلية ضد الصواريخ.

وأقامت وزارة الدفاع الإسرائيلية على أرض مطار بن غوريون، معرضا تضمن نماذج من المنظومات الدفاعية بعد أن كان من المقرر أن يزور بايدن قاعدة “بلماخيم” الجوية الإسرائيلية للاطلاع على المنظومات.

وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية، إن المنظومات المعروضة هي: “سهم 4 “، “سهم 3″، “مقلاع داود” ، “القُبّة الحديدية” ومنظومة الليزر الجديدة “درع النور”.

**متحف المحرقة “ياد فاشيم”

مساء الأربعاء، زار بايدن، متحف “ياد فاشيم” الذي يخلد ذكرى ضحايا “الهولوكوست” في القدس الغربية، حيث وضع إكليلا من الزهور والتقى بعدد من الناجيات.

وظهر الرئيس الأمريكي في المتحف الذي يخلد ذكرى المحارق الجماعية لليهود على يد النازيين، معتمرا “الكيبا” التي يضعها اليهود المتدينين على رؤوسهم.

**اجتماع مع لابيد وبحث ملفات: إيران والتطبيع وفلسطين

في اليوم الثاني لزيارته (الخميس) التقى الرئيس الأمريكي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، بالقدس الغربية.

وقال مكتب لابيد إنه أجرى مع الرئيس بايدن مباحثات مطولة في القضايا الإقليمية، وعلى رأسها الملف الإيراني والاتفاق النووي.

وبشأن تطبيع إسرائيل علاقاتها مع الدول العربية، أشار إلى أن الزعيمين شددا على “أهمية منتدى النقب، وكذلك ضرورة تعزيز التعاون في إطار الهيكلية الإقليمية، والسعي لتوسيع دائرة دول التطبيع”.

ويضم منتدى النقب، إسرائيل والولايات المتحدة، و4 دول عربية هي مصر والإمارات والبحرين والمغرب.

وفيما يتعلق بالملف الفلسطيني، قال مكتب رئاسة الحكومة الإسرائيلية: “تبادل لابيد وبايدن الآراء حول الشأن الفلسطيني، حيث استعرض رئيس الوزراء الإجراءات التي اتخذتها إسرائيل من أجل تحسين نسيج الحياة الفلسطيني في المجالات المختلفة”.

**إعلان القدس

ولاحقا وقّع بايدن ولابيد على وثيقة “إعلان القدس” بشأن “الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل”، خلال مؤتمر صحفي عقداه في القدس الغربية.

وتضمن الإعلان الذي حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه التزاما أمريكيا بأمن إسرائيل ورفض حيازة طهران السلاح النووي.

ويشتمل الإعلان على تأكيد بايدن ولابيد، على العلاقات المتينة بين البلدين، وتأكيد الرئيس الأمريكي على التزام الولايات المتحدة الصارم، بالحفاظ على قدرات إسرائيل وتعزيزها وردع أعدائها، والدفاع عن نفسها في مواجهة أي تهديد أو مجموعة من التهديدات.

ويتكون الإعلان من 4 صفحات.

**إيران وفلسطين

وخلال المؤتمر الصحفي الذي شهد توقيع “إعلان القدس”، اتفق بايدن ولابيد على “عدم السماح لإيران بأن تصبح قوة نووية”، ولكنهما اختلفا في آلية تحقيق ذلك.

وقال بايدن: “نقلنا لقيادة إيران ما نحن على استعداد لقبوله، ونحن بانتظار ردهم، ولكننا لن ننتظر إلى الأبد”.

وشدد بايدن على أن واشنطن لن تسمح لإيران “بامتلاك سلاح نووي”.

لكنّ الرئيس الأمريكي قال إنه يعتقد أن الدبلوماسية هي “أفضل طريقة”.

أما لابيد فاختلف مع بايدن في اعتماد آلية “الدبلوماسية” سبيلا لمنع إيران من امتلاك القوة النووية.

وقال لابيد مخاطبا بايدن: “إن الكلمات لن توقفهم سيدي الرئيس، ولن توقفهم الدبلوماسية”.

وأضاف: “الشيء الوحيد الكفيل بوقف إيران عند حدها فهو إدراكها بأن التمادي في تطوير برنامجها النووي سيؤدي بالعالم الحر إلى ممارسة قوته، إن الطريقة الوحيدة الكفيلة بوقفها عند حدها هي طرح تهديد عسكري عالي المصداقية على الطاولة”.

وبشأن الملف الفلسطيني، قال الرئيس الأمريكي إنه يتبنى خيار حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية).

وأضاف: “يجب أن تظل إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية مستقلة، إن أفضل طريقة لتحقيق ذلك يظل (خيار) حل الدولتين لشعبين، ولكل منهما جذور عميقة وقديمة في هذه الأرض، أي شيء يدفع الأطراف بعيدا عن هذا يضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل”.

أما لابيد فقال: “لم أغير موقفي من حل الدولتين، إن حل الدولتين هو ضمانة لدولة إسرائيلية ديمقراطية قوية بأغلبية يهودية”.

لكنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، لم يعلن صراحة تبنيه لهذا الخيار.

**قمة I2U2 بين الولايات المتحدة وإسرائيل والهند والإمارات

في يوم الخميس ترأس بايدن اجتماعا افتراضيا ضم رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، تحت إطار “I2U2”.

وقال بيان مشترك حصلت الأناضول على نسخة منه، إثر لقاء القمة إنه تم الاتفاق على مبادرتين في مجال الطاقة النظيفة والأمن الغذائي.

وقال البيان: “تهدف هذه المجموعة إلى تسخير حيوية مجتمعاتنا وروح المبادرة لمواجهة بعض أكبر التحديات التي تواجه عالمنا، مع التركيز بشكل خاص على الاستثمارات المشتركة في مجالات المياه والطاقة والنقل والفضاء والصحة والأمن الغذائي”.

**”وسام الصداقة الإسرائيلي”

مساء الخميس، قلّد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الرئيس الأمريكي جو بايدن، “أرفع وسام للصداقة” خلال اجتماعهما في مقر الرئاسة بمدينة القدس الغربية.

وقال الرئيس الأمريكي، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع هرتسوغ بثته قناة كان: “لدي حب عميق لإسرائيل”.

وأضاف: “طالما أن الولايات المتحدة موجودة، فلن تكون إسرائيل وحيدة أبدًا”، مؤكدا أن “التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل سيبقى قائمًا”.

**لقاء بايدن ونتنياهو

ومساء الخميس، التقى بايدن بزعيم المعارضة الإسرائيلية، ورئيس الوزراء الأسبق بنيامين نتنياهو.

وقال نتنياهو في تصريح صحفي عقب اللقاء: “قلت للرئيس بايدن إن العقوبات الاقتصادية على إيران لا تكفي وإن هناك حاجة لخيار هجومي عسكري ضدها”.

ووصف نتنياهو لقاءه مع بايدن بأنه “حميمي وممتاز”.

** 316 مليون دولار لدعم الفلسطينيين

صباح الجمعة، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي جو بايدن سيعلن في الأراضي الفلسطينية، الجمعة، عن تبرعات جديدة يبلغ مجموعها 316 مليون دولار لدعم الشعب الفلسطيني.

وقال البيت الأبيض في ورقة حصلت وكالة الأناضول على نسخة منها: “سيعلن الرئيس بايدن عن تبرعات جديدة يبلغ مجموعها 316 مليون دولار لدعم الشعب الفلسطيني”.

كما أوضح أن بايدن سيعلن عن عدد من المبادرات لدعم الشعب الفلسطيني من خلال “تحسين الوصول إلى الرعاية الصحية والتكنولوجيا؛ وإطلاق الاتصال الرقمي 4G الذي طال انتظاره لكل من غزة والضفة الغربية؛ وتعزيز النمو الاقتصادي؛ وتقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين للحد من انعدام الأمن الغذائي؛ وتعزيز الحوار بين الناس لدعم السلام”.

**زيارة مستشفى المُطّلَع “أوغستا فكتوريا” بالقدس الشرقية

صباح الجمعة، زار الرئيس الأمريكي، مستشفى المُطّلَع “أوغستا فكتوريا” في القدس الشرقية.

وأعلن بايدن خلال زيارته للمستشفى عن تقديم مساعدة لشبكة مستشفيات القدس بقيمة 100 مليون دولار.

وقال بايدن: “اليوم يسرني أن أعلن أن الولايات المتحدة تلتزم بتوفير 100 مليون دولار إضافية لدعم هذه المستشفيات وهو التزام على مدى عدة سنوات”.

**زيارة بيت لحم

عقب زيارته لمستشفى المُطّلَع “أوغستا فكتوريا” في القدس الشرقية، توجّه بايدن للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.

وعقب اجتماع الزعيمين، عقدا مؤتمرا صحفيا، أبدى خلاله بايدن، تشاؤمه حيال نجاح خيار “حل الدولتين” (فلسطينية وإسرائيلية).

لكنه جدد دعمه لخيار حل الدولتين على حدود عام 1967 مع “تبادل للأراضي”.

وقال في هذا الصدد: “أنا من الداعمين الأوائل لحل الدولتين، والتزامي به لم يتغير، دولتان على حدود عام 1967، مع تبادل للأراضي متفق عليه من أجل تحقيق الأمن والازدهار للجميع”.

وتابع: “من حق الشعب الفلسطيني دولة مستقلة ذات سيادة قابل للحياة، دولتان لشعبان لهما جذور عميقة يعيشان جنبا إلى جنب، يتمتعان بالحقوق والحرية والكرامة وهذا محور الموضوع”.

**شيرين أبو عاقلة

وفيما يتعلق بالصحفية شيرين أبو عاقلة، التي تحمل الجنسية الأمريكية، وصف بايدن خلال المؤتمر الصحفي حادث مقتلها بـ”المأساوي”.

وأضاف: “كانت أمريكية فخورة بأن تكون فلسطينية، تعمل عملا حيويا من أجل المستقبل”.

وتابع: “أبو عاقلة كانت تقوم بعملها، وسوف نركز التحقيق لكشف النقاب عن أسباب مقتلها”.

وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت في الرابع من يوليو/تموز الجاري نتائج تحقيق أجرته، حول حادث مقتل “أبو عاقلة”، وجاء فيه أنه لا يستطيع تحديد الجهة التي أطلقت الرصاصة التي تسببت في مقتلها.

وقُتلت أبو عاقلة مراسلة قناة الجزيرة القطرية، في 11 مايو/أيار 2022، وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إنها أصيبت برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها اقتحام للجيش الإسرائيلي بمدينة جنين، شمالي الضفة الغربية.

وكان بعض الصحفيين الفلسطينيين الذين حضروا المؤتمر الصحفي، قد ارتدوا قمصانا سوداء عليها صورة أبو عاقلة وكُتب عليها بالإنجليزية عبارة “العدالة لشيرين” و”حياة الفلسطينيين مهمة”.

وخلال المؤتمر، أعلن الرئيس الأمريكي عن تقديم 200 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، و100 مليون لمنظومة المستشفيات بالقدس.

وأشار إلى أنه “ينخرط في محادثات مع إسرائيل لتحسين الظروف الاقتصادية للشعب الفلسطيني، وبناء شبكة الجيل الرابع للهواتف، وتقديم الطاقة المتجددة”.

بدوره، أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، استعداده لـ”صنع السلام”، مع إسرائيل.

**زيارة كنيسة المهد

عقب المؤتمر الصحفي، زار الرئيس الأمريكي، كنيسة المهد، التي تعد من أقدس الأماكن الدينية المسيحية.

وكان في استقبال بايدن، عدد من المسؤولين الفلسطينيين ورجال دين.

واستمع بايدن إلى شرح حول الكنيسة التي يُعتقد أن النبي عيسى بن مريم وُلد فيها، من قبل القائمين عليها.

**المغادرة باتجاه السعودية

عقب زيارة بايدن لكنيسة المهد، غادر بايدن بيت لحم، متوجها بواسطة مروحية إلى مطار بن غوريون قرب تل أبيب، ومنها غادرت الطائرة الرئاسية الأمريكية “إير فورس واحد” مباشرة إلى مطار جدّة بالسعودية.

وكان في وداعه الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء يائير لابيد والسفير الأمريكي في إسرائيل توماس نيدس، والسفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هرتسوغ.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة