ما الجدوى من الهدنة في اليمن بعد اعتراف غروندبرغ بفشل مساعيه؟

13 يوليو 2022آخر تحديث :
ما الجدوى من الهدنة في اليمن بعد اعتراف غروندبرغ بفشل مساعيه؟

في إفادته أمام مجلس الأمن، قال المبعوث الأممي، هانس غروندبرغ، إنه يأسف لرفض الحوثيين فتح طرقات تعز، في إشارة إلى فشل مساعيه لفك الحصار عن المدينة، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من المباحثات.

الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يتحضر لزيارة المملكة السعودية والمنطقة خلال الأيام القادمة، وعلى رأس أجندة زيارته تثبيت الهدنة في اليمن.

لكن السؤال الذي يهم اليمنيين: ما جدوى الهدنة التي سيتم تثبيتها بين السعودية والحوثي، التي لم تقدم لليمنيين شيئا يذكر طوال الفترة الماضية؟

فهل سينضم مجلس القيادة الرئاسي إلى طابور المحتفين بالهدنة، أم سيكون له موقف مختلف من هذه المهزلة؟

– نوع من التخدير

وفي السياق، يقول رئيس منظمة سام للحقوق والحريات، توفيق الحميدي: “اليمنيون يتابعون، سواء الهدنة الأممية أو ما يطرح على الطاولة من قِبل المبعوث الدولي أو الدول الغربية بشكل عام، وكيفية تعامل جماعة الحوثي مع كافة الصيغ التي وضعت، وبالتالي هم يدركون أنهم أمام امتحان صعب”.

وأضاف الحميدي، خلال حديثه لبرنامج المساء اليمني الذي بثته قناة بلقيس يوم أمس، “خطوة إيجابية أن يشير المبعوث الأممي بأصابع الاتهام بوضوح إلى جماعة الحوثي”، مشيرا إلى أن جماعة الحوثي تقتنص الفرص جيدا لتحقيق مكاسب داخلية وخارجية، وتستغل رغبة الدول الإقليمية والغربية في وقف الحرب.

وحول من المستفيد اليوم من الهدنة، أوضح الحميدي أن “هناك أطرافا ثلاثة استفادت من الهدنة: المملكة العربية السعودية بتوقف الهجمات الحوثية على منشآتها، جماعة الحوثي من خلال تدفق السلاح والنفط إلى ميناء الحديدة، وفتح مطار صنعاء، وانتزاعها اعترافا بالجوازات الصادرة عنها، الطرف الثالث هو الحكومة الشرعية، ومقياس الاستفادة هو حصار تعز، ما يعني أنها هي الوحيدة التي خسرت من هذه الحرب”.

وبيّن الحميدي أن خطاب مجلس القيادة -للأسف الشديد- خطاب استثنائي، لم يمتلك إلى حد اليوم رؤية واضحة في كيفية التعامل مع المماطلة الحوثية ومع الرخاوة التي يبديها المجتمع الدولي إزاء هذه الهدنة.

وحول ما الذي يجب على المجتمع الدولي اتخاذه إزاء كل هذه التجاوزات من قِبل المليشيا، يشير الحميدي

إلى أن “الحديث عن الهدنة وتبنيها من قِبل الرئيس بايدن ومجلس الأمن هو نوع من التخدير ليس إلا”، مشيرا إلى أن لدى المجتمع الدولي قضايا أكبر بكثير من القضايا اليمنية.

وأكد -خلال حديثه- أن المجتمع اليمني اليوم يدرك أن الحديث عن الهدنة غير دقيق وغير صحيح، وأن الهدنة اليوم عبارة عن بند سياسي دولي يتم التخاطب به بينهم البين، حسب رأيه.

وأوضح أن “محور نجاح الهدنة هو حصار تعز”، لافتا إلى أن جماعة الحوثي انتزعت ما تريد واستمرت في نهجها.

وكشف الحميدي عن مفاوضات سرية تجرى برعاية إقليمية وربما دولية بين السعودية ومليشيا الحوثي، لوضع خطوط للمرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن الحكومة الشرعية سيتم التلاعب بها لأجل أن تتكيف مع ما ستفضي إليه هذه المفاوضات.

– بعد فشلها.. الكرة في ملعب الشرعية

وحول اتهام مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة مليشيا الحوثي باستخدام عائدات النفط في تمويل حربها، ألا يتعارض ذلك مع اتفاق الهدنة، يقول سفير اليمن لدى اليونسكو، محمد جميح: “قبل ذلك، يتعارض مع اتفاق استوكهولم، وما تم بعده مترتب عليه، حيث حدد لهم بندا في أن تحصل مداخيل الحديدة في حساب خاص بالبنك المركزي اليمني فرع الحديدة ثم تصرف لتغطية مرتبات الموظفين في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي”.

وأضاف جميح: “الحوثيون سيطروا على هذا الحساب أيام غريفيث، وصرفوا في حينها 30 مليار ريال، كانت متوفرة في هذا الصندوق، أما الآن هذه المداخيل تذهب مباشرة إلى الحوثيين، بمعنى أنهم نسفوا ما تم الاتفاق عليه في استوكهولم قبل أن نأتي لتفاصيل الهدنة الأخيرة”.

وأشار إلى أن “الهدنة الأخيرة نجحت في فرض الحصار على تعز، وذلك برفض مليشيا الحوثي المقترحات الثلاثة التي قدمها المبعوث الأممي”.

وبين جميح أن “خلاصة ما قاله المبعوث الدولي هي أن الهدنة استفاد منها الحوثيون، ولم يستفد منها اليمنيون”.

وحول ما الذي ستقوم به الأمم المتحدة بعد إعلانها فشل مساعيها، يضيف جميح “اعتقد أن الكرة في ملعب الحكومة والشرعية اليمنية وليس في ملعب الأمم المتحدة”.

وأوضح أن هناك وسائل كثيرة يمكن أن تضغط بها الحكومة الشرعية على الحوثيين وعلى المجتمع الدولي، منها أن ترفع بأنها ليست على استعداد لاستقبال المبعوث الدولي، والتقدم بمقترح بأن هذه المليارات يمكن أن تذهب إلى ميناء عدن وإلى موانئ أخرى وتحصل إلى حسابات خاصة تصرف من خلالها رواتب الموظفين في كافة المناطق.

واستطرد بالحديث “هناك كثير من الإجراءات، شريطة أن ينسجم مجلس القيادة الرئاسي وأن يتخلى عن المشاريع المتصارعة في داخله”.

وأشار إلى أن ذلك الانسجام يكون بدمج كافة القوات العسكرية والأمنية في إطار وزارتي الدفاع والداخلية.

وحذّر جميح من تمدد الانتقالي من خلال الشرعية على أن يحتفظ بمشروعه الانفصالي، كما فعل الحوثيون في 2014 في صنعاء.

– لا توجد هدنة داخلية

وحول إصرار المبعوث الأممي على أن الهدنة نجحت رغم إعلان فشلها، يقول الباحث في مركز واشنطن للدراسات، سيف مثنى: “هذا أكثر شيء يقدّمه المبعوثي الأممي فيما يخص القضية اليمنية، وفيما يخص الصراعات في اليمن”.

وأضاف مثنى “يرى المبعوث الأممي أنه استطاع أن يحجّم هذا الصراع، ويخترق كثيرا من الأمور”، معتقدا أن “هذه الهدنة خارجية بين السعودية ومليشيا الحوثي، ولا توجد هدنة داخلية”.

ويرى مثنى أن المجلس الرئاسي ليس بيده أي ردة فعل لأنه متحكم به من قِبل التحالف، مشيرا إلى أن الحوثي كسب هذه الهدنة.

وأوضح أن الحكومة اليمنية لا تملك من أمرها شيئا، وهي تعلم أن المفاوضات التي تدور والتي ستدور لن تكون معها بشكل أساسي، وإنما ستكون مع مليشيا الحوثي والسعودية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة