العصيد في جمنة؟

30 يونيو 2022آخر تحديث :
العصيد في جمنة؟
عبدالوهاب طواف

هو أن تحاول أن تقنع دعاة العنصرية الزيدية والشيعية بإن الصحابة كلهم أخوة، وأن أبوبكر جيد وطيب مثل علي، وأن عمر كان يحب علي ويحنج الحسن والحسين، وأنه عيب وحرام اتهام أم المؤمنين عائشة بالوقوع في الفاحشة، وأن علي بن أبي طالب ومعاوية كانوا خبرة النبي، ومش علينا ملاعنتهم. أو من الاحق الشيعة أم السنة، أو هل قُتل الحسين مظلوم أو ظالم، أو سيف علي كان مشروخ أو أنه سيف مثل سيوف خلق الله الثانيين.

دق لك دق في باب أصنج.

ولكن الصحيح والأسلم والأضمن أن نقف ضد عبثهم من جذوره، ونقول لهم، نحن كلنا مسلمين ونحن نحترم كل الصحابة، وكل المؤمنين والمسلمين، وليس لدينا مشكلة أو ثأر مع أحد منهم، وخرجونا من هذه الخزعبلات كلها، ومن فيه وشيش ضد أحد من الصحابة، فهذا شأنه، ولكن يوش بعيدًا عن مؤسسات دولتنا ومساجدنا ومدارسنا ومدننا.

يا أهلنا في اليمن:

ناضلوا من اجل عودة الدستور والقانون لا من اجل اقناعهم أن أبوبكر كان الأحق بالخلافة،  وارتكزوا في نضالكم على السلام والعدالة المواطنة المتساوية ونبذ العنصرية، وغادروا مستنقعات الجدال والعجين بخلافات قريش والصحابة، فتلك أمم قد رحلت وانتهى أمرهم، وصاروا عند ربهم.

وعلى فكرة: الخبرة والبررة الألهاط حقنا، أو الي في إيران والعراق ولبنان هم عارفين بهذا الكلام، ولكنهم شافوا أن مافيش زي قضايا علي والحسين وتلك القصص لإشغال وتخدير الناس، وتنويمهم وحرف أنظارهم عن الدولة ومؤسساتها، وبها تمكنوا ونجحوا بسرقة دولتكم ومرتباتكم، وخلوا لكم الجدال العدمي حول الصحابة ووهبوا لكم الزوامل والقبور، بينما أخذوا له وحدهم مناصب الدولة واعتماداتها وخدماتها ومعاشاتها وأموالها.

لا تهتموا بإقناعهم بصحة صحيح البخاري، بل بصحة الدستور والقانون، وعودة مؤسسات الدولة.

توقفوا عن العصيد في جمنة، وغادروا مربع الصراع بأدوات الصحابة، فإن ظليتم تطالبون بدولتكم في مستنقعهم الماضوي، لن تحصدوا غير جدليات تاريخية لن تعيد لكم بعير، وسيتغلبون عليكم بقصص الآل والعِترة والغدير والبعرة والبعير والسرداب وشربات حسين بدر الدين، وبكرامات حمود عباد.

فقط وجهوا أنظاركم إلى ضرورة عودة الدولة وخدماتها، ولا لنا دخل ولا شغل بقصص القعقاع والأشتر وعنتر وشيبوب، ولميص وجه عبدالملك، من أساسها وجذورها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة